تأثير الطلاق على الطفل: الأثر النفسي والاجتماعي

الطلاق امر صعب ومرهق للغايه على البالغين وكذلك الاطفال لذلك يجب على الاباء التفكير كثيرا في هذا الامر هل الطلاق حلا للمشكله او الاستقرار من اجل الاطفال ، لان الطلاق يؤثر على الاطفال والبالغين من الناحيه النفسيه والاكاديميه والاجتماعيه.

يعتبر مرحله الطفوله الاولي هي اهم مراحل نمو الطفل حيث يؤثر على شخصيه الطفل وعلاقاته الاجتماعيه والصحه النفسيه فالطفل يتاثر بالرعايه التي يتلقاها من قبل والديه لانهم الاساس في بناء شخصيته من الناحيه النفسيه والاجتماعيه والاكاديميه.

وكلما كانت البيئه الاسريه مرنه ومريحه للطفل كلما كان الطفل سوي نفسياً. والعكس اذا كانت الاسره تعيش تحت نزاعات اسريه دائمه فإنه غالبا ينتهي بالطلاق وهذا يجعل الطفل متزعزع نفسيا ويضعف ثقته بنفسه فيكون دائما في حاله خوف وتردد لذلك يكون في الغالب اكثر عدوانيه وكثير الغضب وذلك بسبب الصدمه النفسيه التي يحدثها الطلاق.

مفهوم الطلاق:

هو فسخ عقد النكاح، أي إنهاء العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة.  في حال تعذر استمرار الحياة الزوجية بشكل سوي، وذلك حفاظاً على حقوق كل من الزوجين.

من المتضرر من الطلاق:

اثبتت الدراسات ان الطلاق يؤثر على الاطفال اكثر من البالغين خاصه في الاعوام الاولى والثانيه بعد الطلاق وقد يؤثر على الصحه النفسيه للاطفال فيسبب القلق والاكتئاب ولكن نجد بعض من الاطفال يتاقلمون مع الوضع والبعض الاخر لا يتاقلم فيكون الطفل في حاله صراع دائم مع النفس .

ان كثير من الاطفال يعانون من قلق الانفصال فتجدهم كثيري القلق حول ما اذا كان سيبتعد عن احد والديه ام لا وكل هذا بسبب يسبب له مشكله نفسيه فتجده سريع الغضب والقلق.

ردود افعال الابناء عند الطلاق:

يختلف ردود الافعال بحسب مراحلهم العمريه فالاطفال الذين لم يتجاوزون اعمارهم سن المدرسه يعانون من اضطراب قلق الانفصال وقد يعاني بعضهم من سلوكيات لم تكن موجوده لدى الطفل . اما الذين يكونون في سن المراهقه والاكبر سنا يكونون اكثر غضبا وعدوانيه.

كيف يشعر الطفل بعد الطلاق:

١-الشعور بعدم الامان
٢-الشعور بالغضب والكره تجاه احد الاباء ظنا بانه كان السبب في الطلاق
٣-الشعور بالخوف والقلق الدائم من خساره احد الوالدين.

كيف يؤثر الطلاق على الابناء:

١- العزله:

في حاله الطلاق يلاحظ الكثير من الاباء التغيرات التي تحدث للابناء قد يميل كثير من الاطفال الى العزله بعد ان كان اجتماعي ويحب اللعب مع الاطفال ولكن بعد الطلاق يصبح غير راغب باللعب او ممارسه هواياته المفضله وذلك بسبب شعوره بالحزن وعدم الراحه مما يؤثر على ثقته بنفسه ودائما ما يكون مكتئبا وكثير الخوف والعزله.

٢ – الشعور الدائم بالغضب :

غالبا ما يكون الاطفال بعد طلاق ابويه كثير الغضب والانفعال وهذا بسبب التغيرات التي تحدث والتي تجعله غير راغب في اداء الانشطه الاجتماعيه ويؤدي هذا لاصابته بالاكتئاب ولكن هذه المشاعر ليس لها علاقه بعمر معين ولكن يكثر في فتره المراهقه ويكون غضبهم موجه للغير حين يلوم والديه بسبب ما حدث او يكون غضبه لنفسه (اي انه يلوم نفسه).

٣ – ضعف في الاداء الاكاديمي:

يسبب الطلاق ضعف في الاداء الاكاديمي حيث الاسره التي يحدث فيها الانفصال يكون الاطفال غير قادرين على الاداء الجيد في المدرسه بعد ان كان المستوى الاكاديمي جيد ويظهر ضعف التحصيل الاكاديمي في الفتره العمريه التي تقع بين 13-18سنه. وهذا حدث يحدث لعده اسباب يؤدي الى ضعف الاداء الاكاديمي وهي:

الشعور بقله الاهتمام من قبل الوالدين
– الشعور بعدم القدره على التركيز.
– التفكك الاسري يؤثر على الطفل وعلى سلوكه مما يجعله متهورا وعدواني ويمكن ان يذهب البعض للمخدرات وشرب الكحول والسجائر.

الضغط الناتج عن الطلاق:

١- فقد الابناء عاده امكانيه التواصل اليومي مع عهد الوالدين والذي يؤثر على علاقتهم به.

٢- يتاثر الطرف الحاضن للابناء بضغوط وصعوبات في الموازنه بين العمل ومسؤوليه الابناء مما يؤدي الى اهمال الابناء.

٣- قد يتاثر المستوى المادي حيث يمكن ان يؤدي الى العيش في مستوى مادي اقل وهذا يسبب ضغوطا على الابناء.

متى يكون الطلاق ناجحا:

١- التخطيط السليم لمستقبل الابناء

٢- اقتناع الطرفين بالطلاق والتفاهم على كيفيه التعامل مع الابناء

٣- التكيف مع اسره الطرف الاخر حتى يعيش الاطفال في جو الاسره

٤- التركيز على الطرف الايجابي للطلاق وعدم الاستسلام لمشاعر الندم والشعور بالخيبه لان على الاباء الظهور امام الابناء بالتوازن وذلك لتجهيزهم لبيئه جديده

٥- تعليم الابناء كيفيه الخروج من وضع الشعور بالالم عن طريق تقبل الحياه الجديده وفهم التغيرات الجديده والالتزام بالواجبات

٦- استوعاب مشكله الطلاق واعتبارها جزء من حياتهم وليس كل حياتهم وذلك من خلال ضبط النفس واداره الانفعالات

٧- خلق بيئه متزنه وامنه للابناء ليمارسو حياتهم بصوره طبيعيه كما كانت .

عوامل تساعد على تخفيف المشكله النفسيه لدى الاطفال بعد الطلاق:

١- بناء علاقه وديه مع الشريك السابق يكون مليء بالاحترام وتجنب استغلال الابناء للانتقام من الطرف الاخر وعدم اشراكهم في الخلافات وتخييرهم بين احد الوالدين.

٢ـ اذا لم يقع الطلاق فجاه فعلى الاباء اخبار الابناء قبل مده من الطلاق مع مراعاه وجود الوالدين معآ واخبار الطفل بالتغيرات القادمه

٣- الاستماع للابناء ومساعدتهم على الاعتراف بمشاعرهم يساعد ذلك على تقليل التوتر لديهم وتجديد الثقه بينكم

٤- اخبار الابناء ليس لهم سبب في الطلاق لان كثير منهم يعاني شعور الذنب وانهم كانوا سببا في الطلاق وقت لا يعبرون عن هذا الشعور لذلك يجب اخبارهم انهم لا سبب لهم في الطلاق.

٥- اظهار انك تحب ابنائك لان بعض الابناء يشعرون بعدم الامان وانه من الممكن ان يتوقف عن حبهم الابوان كما توقفوا عن حب بعضهم

٦- اشعار وتفهم الطفل انه يعيش تحت رعايه والديه

٧- امضاء الوقت مع الابناء

٨- ابدا الاهتمام باراء الابناء الصغار او البالغين ولكن القرار بيد الاباء فقط

الخلاصه:

الرعايه التي يتلقاها الطفل في مراحل عمره الاولى هي الاهم لنمو شخصيه الطفل والجزء الاساسي في بناء النفس الذاتي والاجتماعي وجعل الطفل يشعر بالحب والاهتمام يؤثر ايجابيا على بنائه النفسي الصحيح لذلك يجب مراعاه مشاعره عند اتخاذ اي قرارات خاصه او اذا كان القرار هو الطلاق لانه يؤثر على مشاعره وعلى علاقاته الاجتماعيه والاكاديميه فعلينا اتباع خطوات معينه لتفادي أي مشكلاه النفسيه لاحقه .

فاطمة يونس
فاطمة يونس
المقالات: 5

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *